موت نجم متلألئ
تحمل وفاة لاعب الكرة الراحل محمد عبدالوهاب وشواهدها ومشاهدها المتعاقبة، إلى العامة وإلى النجوم من كل نوع، مجموعة من الدلائل والدروس والحكم؛ لعل على رأسها إدراك قيمة أن يكون المرء "محترما" ، بذاته
وإذ تتوالى حلقات النقاش التليفزيوني حول الحادث الفجائي المفجع، لتعطي الانطباع بأنه كان بالإمكان منع ذلك الموت "بكذا وكذا من الوسائل"؛ علينا ألا ننسى بأن "لكل أجل كتاب"، وبالتالي فلن يمكن لأحد أن يمنع موت أحد حل أجله. وليس موت لاعب أثناء تدريب أو مباراة، على كل حال، بأغرب من موت لاعب أثناء نومه وقد دخل فراشه في كامل عافيته؛ ولدينا مثل معروف ليس ببعيد، في وفاة المرحوم أحمد إكرامي حارس مرمى شباب الأهلي والمنتخب الوطني للشباب الفائز ببطولة أفريقيا عام 1997
وعلى جانب آخر، فإن التقارير الإخبارية عن حياة محمد عبدالوهاب قد أغفلت، بغرابة؛ حقيقة أن الفقيد كان أيضا هداف المنتخب العسكري الذي فاز بآخر بطولة عسكرية لكرة القدم (ألمانيا 2005). ولعل هذا يوسع دائرة تكريمه؛ لكي تشمل تنظيم دورة ودية عسكرية تحمل اسمه
وفي كل الأحوال فإن استحالة منع موت حل موعده لا تلغي قيمة دراسة الأسباب؛ على أساس وجوب السعي إلى درء الأخطار مستقبلا. ومن هنا كانت قيمة النقاش الدائر حول اعتماد نظام فحوصات دورية كثيفة شاملة دقيقة في الرعاية الصحية الجيدة للرياضيين
وكان المسئولون بالنادي الأهلي قد أكدوا على خضوع الفقيد لمثل تلك الفحوص (التي كان أكفأها وأدقها فحوص المشاركة في بطولة العالم للأندية)، وقد أظهرت جميعا لياقته البدنية الكاملة؛ وبذا يصبح من المنطقي البحث عن عامل آخر للوفاة وراء توقف القلب، غير عطب هذا العضو. ولعل ما روي عن سهر اللاعب الفقيد ليلة وفاته حتى الرابعة صباحا، ثم المشاركة في التدريب بعد ذلك بساعات قليلة، يوحي بشيء ذي دلالة في هذا الاتجاه. فإذا لم يرهق هذا السهر المفرط اللاعب الراحل بدنيا بسبب لياقته العضلية العالية، فإنه من غير شك قد أرهقه ذهنيا بدرجة هائلة؛ أثبتت في النهاية أنها كانت بالفعل قاتلة. ولعل خبراء المخ والأعصاب يفسرون هذا بأن السهر المفرط قد يؤدي، أحيانا، إلى إحداث تشويش في دوائر التحكم المركزي؛ فترسل بإشارات مغلوطة، إلى القلب (السليم جدا) مثلا، بالتوقف الفوري عن الضخ. وربما كانت مثل تلك الإشارة تضخيما عنيفا لإشارة مقدمات الدخول في النوم؛ فصارت إشارة "موت" بدلا من إشارة "نوم" . ومثل هذا
وإذ تتوالى حلقات النقاش التليفزيوني حول الحادث الفجائي المفجع، لتعطي الانطباع بأنه كان بالإمكان منع ذلك الموت "بكذا وكذا من الوسائل"؛ علينا ألا ننسى بأن "لكل أجل كتاب"، وبالتالي فلن يمكن لأحد أن يمنع موت أحد حل أجله. وليس موت لاعب أثناء تدريب أو مباراة، على كل حال، بأغرب من موت لاعب أثناء نومه وقد دخل فراشه في كامل عافيته؛ ولدينا مثل معروف ليس ببعيد، في وفاة المرحوم أحمد إكرامي حارس مرمى شباب الأهلي والمنتخب الوطني للشباب الفائز ببطولة أفريقيا عام 1997
وعلى جانب آخر، فإن التقارير الإخبارية عن حياة محمد عبدالوهاب قد أغفلت، بغرابة؛ حقيقة أن الفقيد كان أيضا هداف المنتخب العسكري الذي فاز بآخر بطولة عسكرية لكرة القدم (ألمانيا 2005). ولعل هذا يوسع دائرة تكريمه؛ لكي تشمل تنظيم دورة ودية عسكرية تحمل اسمه
وفي كل الأحوال فإن استحالة منع موت حل موعده لا تلغي قيمة دراسة الأسباب؛ على أساس وجوب السعي إلى درء الأخطار مستقبلا. ومن هنا كانت قيمة النقاش الدائر حول اعتماد نظام فحوصات دورية كثيفة شاملة دقيقة في الرعاية الصحية الجيدة للرياضيين
وكان المسئولون بالنادي الأهلي قد أكدوا على خضوع الفقيد لمثل تلك الفحوص (التي كان أكفأها وأدقها فحوص المشاركة في بطولة العالم للأندية)، وقد أظهرت جميعا لياقته البدنية الكاملة؛ وبذا يصبح من المنطقي البحث عن عامل آخر للوفاة وراء توقف القلب، غير عطب هذا العضو. ولعل ما روي عن سهر اللاعب الفقيد ليلة وفاته حتى الرابعة صباحا، ثم المشاركة في التدريب بعد ذلك بساعات قليلة، يوحي بشيء ذي دلالة في هذا الاتجاه. فإذا لم يرهق هذا السهر المفرط اللاعب الراحل بدنيا بسبب لياقته العضلية العالية، فإنه من غير شك قد أرهقه ذهنيا بدرجة هائلة؛ أثبتت في النهاية أنها كانت بالفعل قاتلة. ولعل خبراء المخ والأعصاب يفسرون هذا بأن السهر المفرط قد يؤدي، أحيانا، إلى إحداث تشويش في دوائر التحكم المركزي؛ فترسل بإشارات مغلوطة، إلى القلب (السليم جدا) مثلا، بالتوقف الفوري عن الضخ. وربما كانت مثل تلك الإشارة تضخيما عنيفا لإشارة مقدمات الدخول في النوم؛ فصارت إشارة "موت" بدلا من إشارة "نوم" . ومثل هذا
الاحتمال يجعل من السهر المفرط العدو الأكبر لنجوم الرياضة؛ فلعلهم يحرصون على تجنبه؛ درءا لأخطار قاتلة محتملة
بقلم: د ف ع أ
<< Home